النضج والتغيير يحتاجان الم كبير وخلاق كي ينموا ما هو الإدمان ؟ غصت و غرقت في دوامة الإدمان على الحشيش لمدة ثلاثون عاما ولو بشكل متقطع و الإدمان العاطفي السلبي احيانا. نفق اسود مجهول ومخيف ومؤلم لم يكن له نهاية لحين اخذت القرار النهائي واعترفت انني بحاجة الى مساعدة! فكانت جمعية أم النور لم يكن لدي ادنى فكرة عن الإدمان والعلاج ومن أين إبدأ. سنةً ونصف لغاية ألان احدثت كل الفرق. وما زلت على طريق النور ! لم اكن أعرف ان جذور الإدمان يبدا في سن الطفولة المبكرة وحتى بذور الإدمان كانت لدي جينيًا حين كنت جنينًا في بطن امي. شخصيا تعرضت في طفولتي لعدة أنواع من الصدمات المؤلمة والتي ادت فيما بعد الى اللجوء الى التعاطي والإدمان. التعنيف الاسري. التعنيف في المدرسة بشكل مفرط. التنمر الشديد . التخويف من الله والعقاب بنار جهنم. والغرفة المظلمة آلتي ستاكل الفئران آذاننا بعد دهنهما بالجبنة. قضيب الرمان الذي كنا نختاره بأنفسنا كي نتلقى به عقابًا شديدًا مؤلمًا على قفانا وأيدينا الناعمة البريئة ونحن ما زلنا في سن الطفولة! وبعمر الاثني عشر عاما يأتي دور التحرش الجنسي من قبل شخص كنت انظر اليه كمثال اعلى! بعدها بسنتين وبعمر الثالثة عشرة ربيعًا تركت مقاعد الدراسة.... وبدات العمل الصعب بأصعب المهن التي تتطلب مجهودًا جسديًا لم اكن مؤهلًا له بعد. بعمر التاسعة عشر كانت اول صدمة عاطفية لي. خسارة كبيرة لم أعرف التعامل مع تلك المشاعر على الإطلاق. صدمة تلو الأخرى وبعدها كان الانفجار الكبير ! في عمر العشرين ربيعًا تعرفت على المخدرات! جوهر العلاج يكمن في الرجوع إلى الطفولة إلى الماضي الى الذكريات المعشعشة في العقل الباطني! رحلة الى الماضي ممزوجة بالألم فوق الم الياس والإدمان لكنه ألم خلاق ومحيي ومطهر ! بمواكبة من المعالجة النفسية إسبوعيا ومع المشاركة في حلقات الانفتاح والتعبير مع المنتسبين الى برنامج التأهيل . بة من المعالجة النفسية إسبوعيا ومع المشاركة في حلقات الانفتاح والتعبير مع المنتسبين الى برنامج التأهيل اسبوعيا بدأت ألمس النتائج بعد ستة اشهر من انضمامي الى البرنامج. أدركت تمامآ ما هي الأسباب التي أوصلتنا الى ما كنا عليه! واجهت الماضي السحيق بكل جرأة وموضوعية. صححت علاقتي بالعائلة أولًا ، وبالمدرسة ، وبالمتحرش، صعودا الى معظم الأمور والصدمات آلتي عانيت منها في مراهقتي وشبابي . تعلمت ان أتعرف واواجه معظم مخاوفي من الحياة. عقدة الذنب ، الخوف من الموت، وجود خالق او عدمه، الجنس، الحب، الآلم ، السعادة.... مواضيع كثيرة تكلمت وعبرت عنها في العلاج سواءً مع المعالجة النفسية او بحلقات الحوار ، كلها ساعدتني على ادراك أساس مشكلة الإدمان. اليوم انا على عتبة النضوج الإنساني والعاطفي، لقد خلقت من جديد. لم اكن أنا إطلاقًا. كنت اظن نفسي شيء آخر كليا عمًا أكتشفت نفسيتي بالحقيقة ما انا وما اريد ان اكون، وما انا في الحقيقة وليس بالوهم . هل تعافيت؟ هل زال الالم ؟ هل أكتشفت هويتي الحقيقة ؟ الشفاء مسيرة تبدا الآن ولا تنتهي بانتهاء برنامج العلاج والتأهيل! الألم يزول تدريجيا بقدر ما أحقق ذاتي وطموحاتي وأكتشف هويتي الحقيقة! انها مسيرة متواصلة صوب النور تتحقق السعادة تدريجيًا بقدر التزامي بقواعد السلامة النفسية والروحية والمعرفية آلتي اكتسبتها من برنامج التأهيل في ام النور ! هل الإدمان يموت ؟ هل نشفى نهائيا منه؟ للأسف كلا ! انه مرض مزمن كداء السكري او الضغط او غيره من الأمراض المستعصية! انه مارد ينام في داخلنا بحاجة دائمآ الى اليقظة والحذر منه والدراية والابتعاد كليًا عن الماضي وعن رفقة السؤء وحتى الجغرافيا وكل ما يذكرك بما عانيت. الجانب المشرق ، الأمل موجود بحياة جميلة طموحة مليئة بالنجاح والعطاء والحب والتقدير. لقد اجتزت الأصعب ونجحت بجدارة وانا فخور بنفسي بما اصبحت عليه. سامحت نفسي واحب نفسي محبة حكيمة. دفعت ديني للمجتمع وأطلب السماح من كل شخص سببت له اذى معنويًا او نفسيا بسبب انانيتي ولذتي الخداعه. لن اعود إلى الظلمة طالما انني وجدت النور في مؤسسة ام النور. ايلي غ.